حرائق تلتهم مناطق لبنانية والدفاع المدني يكافح للسيطرة عليها

اندلعت سلسلة من الحرائق في مناطق لبنانية عدة، وسط ظروف جوية صعبة ترافقت مع رياح خماسينية عاتية، ما زاد من حدة النيران وصعّب من جهود الإطفاء. 

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، اليوم الخميس، بأن حريقًا كبيرًا نشب في منطقة "شير النمر" في أحراج بلدة عكار العتيقة شمال لبنان، وتوسّعت رقعته بسرعة بفعل الرياح الشديدة التي ضربت المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى.

ودعا رئيس بلدية عكار العتيقة، الناشط البيئي محمد خليل، إلى إرسال مزيد من الآليات والمساندة اللوجستية، محذرًا من أن النيران قد تلتهم كل ما تبقّى من غابات المنطقة. 

ورغم الظروف الميدانية القاسية، نجحت فرق الدفاع المدني لاحقًا في احتواء الحريق، وبدأت بتنفيذ عمليات تبريد دقيقة لمنع تجدّد النيران.

أضرار بيئية ومادية

وتسببت الرياح القوية في وقوع أضرار كبيرة في عكار، شملت اقتلاع أشجار معمّرة، وسقوطها على السيارات في الطرقات العامة، إضافة إلى تطاير خزانات المياه وألواح الطاقة الشمسية من أسطح المنازل، ما خلّف أضرارًا مادية واسعة وهدد سلامة المواطنين.

وفي العاصمة بيروت، اشتعل حريق آخر في منطقة الرملة البيضاء بفعل الرياح الخماسينية، وتمكّنت وحدات الدفاع المدني من السيطرة عليه سريعًا دون تسجيل خسائر بشرية. 

ومن جهتها، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أن فرقها واجهت تحديًا كبيرًا في بلدة سرحمول - قضاء عاليه، حيث اندلع حريق ضخم في الأحراج الكثيفة صباح اليوم. 

وبسبب وعورة التضاريس وانعدام الطرق، اضطر عناصر الإطفاء إلى مدّ خراطيم المياه يدويًا وقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في قلب الغابات الكثيفة.

جهود مضنية للسيطرة

وأكد بيان الدفاع المدني أن النيران تمددت بشكل خطِر باتجاه المناطق السكنية، لكن عناصره، بمساندة مراكز أخرى مجاورة، تمكنوا من تطويق اللهب تدريجيًا، ونجحوا بعد ساعات طويلة من الجهود في السيطرة الكاملة على الحريق، مانعين امتداده إلى المنازل.

وتُعيد هذه الحرائق إلى الأذهان سلسلة حرائق مدمّرة شهدها لبنان في السنوات الأخيرة، وسط تحذيرات من ضعف جاهزية الدولة لمواجهة حرائق الغابات، خاصة في ظل تقادم المعدات ونقص الإمكانات البشرية واللوجستية. 

وتبقى المخاوف قائمة من تجدد الحرائق في الأيام المقبلة، خصوصًا إذا استمرت الرياح الخماسينية التي تزيد من احتمالية الاشتعال السريع.